أطلانطس
_______
في عام 1871 م استطاع " هنري شليمان " العالم الاثري الالماني الكشف عن مدينة طروادة وتحديد مكانها ، في منطقة " هيسارليك " في شمال غرب تركيا ، اعتمد شليمان علي ما ذكره " هوميروس " في ملحمتيه " الالياذة والاوديسة " عن موقع هذه المدينة ، ظل دارسو هوميروس طوال العصور يعتقدون ان طروادة مجرد مدينة خيالية من نسيج خياله وافكاره .
بالنسبة لأطلانطس تمتعت بتقدم حضاري كبير ولكن مع الوقت أخذ الفساد ينتشر بين سكانها ، فبدوا في الاستيلاء علي بلاد شمال افريقيا و أوربا ، واستعدو لمهاجمة أثينا ومصر ، وهنا قام الاثينيون بصد هجماتهم و الانتصار عليهم وقبل ان يجنوا ثمار النصر ، وقعت كارثة كبري محقت الجيش الاثيني وأدت الي غرق قارة اطلانطس تحت الامواج ، وربما نجوا عدد قليل من هذه الكارثة ليحكوا ما حدث ، وعلي اية حال ظلت القصة تروي جيلاً بعد جيل لمدة اكثر من 9400 سنة .
ورد أول ذكر لاسم قارة أطلانطس ضمن محاورتين من محاورات الفيلسوف " افلاطون " هما محاورة تيماوس ومحاورة كريتياس ، ويؤكد افلاطون ان قصة القارة المفقودة ماخودة من السجلات المصرية القديمة .
يذكر كريتياس في احدي هذه المحاورات انه سمع من جده الاكبر حكاية قارة اطلانطس نقلاً عن الخطيب والسياسي الاغريقي الشهير " صولون " الذي زار مصر عام 590 ق.م. ، وعندما وصل صولون الي مدينة " سايس " ( هي مدينة مصرية في شمال الدلتا و كانت لها علاقة وثيقة بأثينا ) ، أخبره عدد من الكهنة المصريين وكان أحدهم يدعي " سونشيس " بقصة أطلانطس انه قبل 9000 سنة ( اي حوالي 9600ق.م. ) كانت هناك امبراطورية عظيمة تسمي أطلانطس تقع في جزيرة كبيرة بحجم شمال أفريقيا وأسيا الصغري معاً تقع هذه الجزيرة وراء أعمدة هرقل ( مضيق جبل طارق حالياً ) ، ثم حدثت بعد ذلك زلازل وفيضانات عنيفة وخلال يوم واحد اختفت القارة بأكملها .
وكان صولون ينوي أن يسجله هذه القصة ليعرفها العالم من بعده ، ولكنه لم يفعل ، واكتفي بأن رواها لأحد أقربائه ويدعي " دروبيدس " الذي حكاها بدوره لابنه كريتياس الأكبر وعن طريقه وصلت الي حفيده كريتياس الذي يشارك في هذه المحاورة مع سقراط والأخرين .
يتساءل البعض كيف تكون مصر المصدر الوحيد لقصة اطلانطس مع أن الحرب وقعت أساساً بين أثينا وأطلانطس ؟؟!!!
فسر أفلاطون هذه النقطة بأن الكهنة المصريين كانوا قد أبلغوه أن السجلات الأغريقية قد دمرت نتيجة سلسلة متعاقبة من الكوارث بينما نجت سجلاتهم هم ، ومع الوقت اختفت السجلات المصرية ولم تبقي الا رواية أفلاطون عن صولون التي سمعها من الكهنة المصريين .
عند النظر الي الحضارات القديمة في أوربا وأفريقيا نجدها تتشابه مع الحضارات في الامريكتين من حيث المنشأت الضخمة والاعتقادات الدينية ، مما يؤكد علي انه كان يوجد اتصال بين هذه القارات الثلاثة ( أفريقيا وأوربا وأمريكا ) ، فهل تكون قارة أطلانطس هي حلقة الوصل بين الشعوب ؟؟!!
ذكر " بيلينوس " في عام 77 م في كتابه ( التاريخ الطبيعي ) أن هناك أرضاً ربما اختفت بشكل غامض وكامل ، وأن مكانها في موقع المحيط الاطلسي الان ، كما أشار " بلوتارش " الي قصة أفلاطون وذكرها عدد من كُتاب الامبراطورية الرومانية واعتبروها تاريخ حقيقي محقق بالفعل .
وصف أطلانطس
حسب ما جاء في محاورة كريتياس أن الأرض قد قسمت بين الآلهة واختص " بوسيدون " اله البحر والزلازل بجزيرة أطلانطس ، وأحب بوسيدون فتاة من أبناء البشر تدعي " كليتو " كانت تعيش فوق تل في أطلانطس ، ولكي يمنع أي أحد من الاقتراب منها قام بوسيدون بتطويق التل بحلقات متتالية من الارض والماء ( حلقتين من الارض وثلاث حلقات من الماء ... ) ، وقد تزوج بوسيدون وكليتو وانجبوا خمسة ازواج توائم من الذكور وقسم بوسيدون البلاد بين أبنائه العشرة ، فكانوا يحكمونها في شكل " اتحاد ملكي " يراسه ابنه " أطلس " ( وقد سميت الجزيرة باسمه ) ، وكان الملوك العشرة الذين يحكمون أطلانطس يجتمعون في معبد بوسيدون مرة كل خمس سنوات يتشاورن في شئون الحكم ، وكانت مدينة أطلانطس تقوم حول تل " كليتو " علي الشاطئ الجنوبي للجزيرة وهي مدينة مستديرة يبلغ محيطها 11 ميلاً ، واقيمت فيها منشأت هندسية وزاعية عظيمة ، وبنيت القصور والمعابد .
أقام الملوك جسوراً تربط بين الحلقات البرية المحيطة بالتل ، وانفاقاً تمر عبرها السفن من حلقة مائية اخري وكانت هذه الحلقات مطعمة بالمعادن الثمينة ، ويحيط سور ضخم بالمدينة كلها ، وخارج أسوار المدينة يمتد سهل زراعي فسيح مقسم الي 60 ألف قطعة زراعية موزعة علي الفلاحين .
يذكر أفلاطون علي لسان كريتياس وجود معبداً لكليتو وبوسيدون في وسط القلعة يحيط به سور كبير من الذهب الخالص والي القرب منه يقوم معبد بوسيدون الخاص وهو عبارة عن عمارة هائلة مغظاة بالفضة وأعمدتها من الذهب ، وكان سقف المعبد من الداخل مكسوا بالعاج ومزيناً بالذهب والفضة والنحاس النقي ، وفي داخل المعبد تمثال ضخم من الذهب لبوسيدون وهو يقود عربته فوق درافيل
تعليقات
إرسال تعليق