حكايةحكاية السينما ..
تصلني خطابات من رجال أفاضل و نساء فضليات عن أفلام تعرض على الشاشة الكبيرة هذه الأيام ، أقل ما توصف به أنها دعوات للإباحية و الفجور و اغراء بالإنحلال .. فالبطلة تخرج من مشهد جنسي إلى مشهد جنسي آخر ، و الحوار بذيء و الألفاظ مكشوفة .
و الخطابات تصرخ : أي رسالة تؤديها هذه السينما الهابطة .. و أين الرقابة الشديدة ؟!
و الرقابة صدرها رحب جداً هذه الأيام .. و هي لا تعبر عنا و لا عن مجتمعنا ، و إنما عن المجتمع الأمريكي و عن ليبرالية بيل كلينتون ، و عن حضارة غسيل المخ بالجنس و العنف و المخدرات و الكرة و الاعلانات و السلع الاستهلاكية .. و هي حضارة في طريقها إلى الشيخوخة و الموت .
و للأسف الشديد أكثر الأفلام السينمائية أفلام مقاولات و لا تنظر إلا لحصيلة الشباك .. و هي أشبه "بعمل فاضح في الطريق العام" و هي تقلد في ابتذال السينما الأمريكية !
و الجيد من هذه الأفلام نادر و فلتة و استثناء و لا يزيد على فيلم من كل مائة فيلم ، و هو استثناء يؤكد القاعدة و لا ينفيها ..
و أعتقد أن أحسن تأديب للسينما هو مقاطعتها .. و هو ما يحدث الآن بالفعل ، فأكثر رواد الأفلام من الغوغاء .. و المحترمون الذين يخطئون بالذهاب مرة لا يكررونها .
و مع الوقت حينما يشعر الممثل بأنه غير محترم ، و تشعر الممثلة بأنها غير محترمة ، و يشعر المنتج بأنه قدم تفاهه ، و يدرك المخرج أنه أخرج شيئاً مبتذلاً .. ساعتها سوف يراجع كل منهم نفسه .. و سوف يبدأ التغيير .
إن الرأي العام سلاح أقوى من القرابة ، و هو سيف يقطع رقبة هذا الفن الرديء و يقض مضاجع كل الذين يعملون فيه ..
و أقول لكل أصحاب الخطابات : اطمئنوا .. فلن يصح إلا الصحيح .. و لا تفكروا في مصادرة هذه الأفلام .. فإن تلك المصادرات سوف تزيدها شهرة و تلفت الأنظار إليها .. و تأكدوا أن الاهمال سلاح قوي .. و الاحتقار إعدام أدبي يقتل بالسكتة .. و لا يستطيع أي فنان أن يتحمله .. لا تجعلوا من هذه الأفلام سلمان رشدي آخر .. انصرفوا عنها ..
~~
من كتاب / الطريق إلى جهنم السينما ..
تصلني خطابات من رجال أفاضل و نساء فضليات عن أفلام تعرض على الشاشة الكبيرة هذه الأيام ، أقل ما توصف به أنها دعوات للإباحية و الفجور و اغراء بالإنحلال .. فالبطلة تخرج من مشهد جنسي إلى مشهد جنسي آخر ، و الحوار بذيء و الألفاظ مكشوفة .
و الخطابات تصرخ : أي رسالة تؤديها هذه السينما الهابطة .. و أين الرقابة الشديدة ؟!
و الرقابة صدرها رحب جداً هذه الأيام .. و هي لا تعبر عنا و لا عن مجتمعنا ، و إنما عن المجتمع الأمريكي و عن ليبرالية بيل كلينتون ، و عن حضارة غسيل المخ بالجنس و العنف و المخدرات و الكرة و الاعلانات و السلع الاستهلاكية .. و هي حضارة في طريقها إلى الشيخوخة و الموت .
و للأسف الشديد أكثر الأفلام السينمائية أفلام مقاولات و لا تنظر إلا لحصيلة الشباك .. و هي أشبه "بعمل فاضح في الطريق العام" و هي تقلد في ابتذال السينما الأمريكية !
و الجيد من هذه الأفلام نادر و فلتة و استثناء و لا يزيد على فيلم من كل مائة فيلم ، و هو استثناء يؤكد القاعدة و لا ينفيها ..
و أعتقد أن أحسن تأديب للسينما هو مقاطعتها .. و هو ما يحدث الآن بالفعل ، فأكثر رواد الأفلام من الغوغاء .. و المحترمون الذين يخطئون بالذهاب مرة لا يكررونها .
و مع الوقت حينما يشعر الممثل بأنه غير محترم ، و تشعر الممثلة بأنها غير محترمة ، و يشعر المنتج بأنه قدم تفاهه ، و يدرك المخرج أنه أخرج شيئاً مبتذلاً .. ساعتها سوف يراجع كل منهم نفسه .. و سوف يبدأ التغيير .
إن الرأي العام سلاح أقوى من القرابة ، و هو سيف يقطع رقبة هذا الفن الرديء و يقض مضاجع كل الذين يعملون فيه ..
و أقول لكل أصحاب الخطابات : اطمئنوا .. فلن يصح إلا الصحيح .. و لا تفكروا في مصادرة هذه الأفلام .. فإن تلك المصادرات سوف تزيدها شهرة و تلفت الأنظار إليها .. و تأكدوا أن الاهمال سلاح قوي .. و الاحتقار إعدام أدبي يقتل بالسكتة .. و لا يستطيع أي فنان أن يتحمله .. لا تجعلوا من هذه الأفلام سلمان رشدي آخر .. انصرفوا عنها ..
~~
من كتاب / الطريق إلى جهنم
تعليقات
إرسال تعليق