يا ربُّ لم يسعني الصمتُ وغلبني شوقي إليك، يا ربُّ إنَّ كانت لي حاجةٌ في الكلامِ فليسَ الكلامُ يُضيفُ لما تعلم، وإنِّي وددتُّ لو بحتُ بما أثقلَ صدري ولكنَّ الصمتَ أبلغُ، ووددتُّ لو ملأتُ السماءَ صراخًا ولكنِّي لا أقدر، وأنتَ يا ربُّ تعلمُ أنَّ صمتي عتابُ مُحبٍ لا يَخفَى عليكَ ما بقلبِهِ، وأنَّ كلامي نداءُ مُعذَبٍ لا يَخفَى عليكَ ألمُهُ، وأنَّ صبري منكَ وسخطي منِّي، فإن لم تُعِنِّي بما هو منكَ على ما هو منِّي هلكت، يا ربُّ أشكو إليكَ ما تعلمُهُ وأنا راضٍ، أشكو إليكَ تعبًا من غيرِ عائدٍ وضيقًا من بعدِ سعةٍ وخيبةً من بعدِ عشم، وأشكو إليكَ قلبًا يميلُ ونفسًا تلومُ وجسدًا لا يُعينُ على الخير، أشكو إليكَ بقلبٍ وجلٍ أن يكونَ حالي نتاجَ ذنبي، أو يكونَ سخطي مُحبطًا لعملي، يا ربُّ جئتُكَ خاليًا من كلِّ حولٍ و قوةٍ مستجيرًا بحولِكَ وقوتِك فلا تردنِّي، يا ربُّ ليسَ لي قبلُك ولا بعدُك، ليسَ لي إلَّاكَ وكفى.
تعليقات
إرسال تعليق