بخصوص مشاجرة و(خِناقَة) كل عام حول زكاة الفطر:
اخواننا الكرام الملتزمين بإخراجها حبوبا، جزاكم الله خيرا على تذكير الناس برأيكم الذي التزمتموه بإخراجها حبوبا.... ولكن تذكروا أن التزامكم برأي اقتنعتم به شيء - وهذا أنتم فيه أحرار - ومحاولة إلزام المجتمع برأيكم شيء آخر، وأنتم طبعا تعلمتم - وهذا ما نفترضه فيكم - أن إلزامَ المجتمع برأي واحد في مسألة فقهية خلافية بدعوى أنه الموافق للكتاب والسنة وغيره مخالف لهما أمرٌ قبيحٌ مذمومٌ عند علماء الأمة قااااااطبة، بل هو عين المخالفة للكتاب والسنة... فعلماء الأمة بأسرها، من سلفها إلى خلفها، ومن أولها إلى يوم الناس هذا، قد اتفقوا على أن المختلف فيه من مسائل الفقه لا يجوز الإنكار على أصحابه... فاتقوا الله وارحمونا من (خناقة) كل عام... أخرجوا زكاتكم كما يحلو لكم ودعو الناس يخرجونها كما يحلو لهم.... وكُفُّوا عن نشر فتاوى وجوب إخراجها حبوبا وحرمة إخراجها نقودا، فعرض المسائل الفقهية المختلف فيها بهذه الطريقة ضلال مبين... وإن أبيتم إلا نشر رأيكم فاحترموا الفقه الإسلامي الجليل، بل احترموا الشريعة نفسها واذكروا للناس ما في المسألة من آراء ودعوهم يختارون ما تتحقق به مصالحهم ومصالح الفقراء حولهم... وبالله عليكم - إن كان لله عندكم قدر - لا توهموا الناس أن رأيكم هو الحق الذي لا حق غيره، وأن رأي السادة الأحناف هو الباطل الذي لا خير فيه، فأئمة المذهب الحنفي بدءا من الإمام أبي حنيفة وتلاميذه لو وضعوا في كفة ووضع شيوخ هذا الزمان - سلفيين وغير سلفيين - في كفة لرجحت كفة الإمام أبي حنيفة ومن معه، ومثلُهم (رضي الله عنهم) لا يُتصور فيهم ولا منهم مخالفة لسنة النبي (صلى الله عليه وسلم).
وأخيرا، تذكروا أن مصيبة كورونا هذا العام جعلت بلاء الناس في رواتبهم ودخلهم الشهري من النقود، لا في الحبوب التي تنقص بيوتهم، فالناس منهم من نقص أجر عمله ومنهم من لم يعد يجد عملا أصلا.... ومثل هؤلاء حاجتهم للنقود وليست للحبوب فانتبهوا وافهموا يرحمكم الله.... وأسأل الله أن يرحمنا من بلاء الوباء في الصحة... ومن بلاء الوباء في الفهم... اللهم آمين.
تعليقات
إرسال تعليق