رؤيتي لتطوير التعليم

رؤيتي لتطوير التعليم
--------------------
بداية نُشير إلى حقيقتان لا يتجادل فيهما إثنان ولا يتناطح بشأنهما عنزتان .. الأولى : أن التعليم الجيد يحتاج إلى تمويل جيد ..، وأن الميزانية الحالية للتعليم لا تفي بتقديم خدمة تعليمية مقبولة في ظل الأعداد الكبيرة للطلاب في مراحل التعليم المختلفة .. والحقيقة الثانية : أن نهضة أي مجتمع مرتهنة بقدرته على رعاية أبناءه ذوي القدرات العقلية الاستثنائية ( أي الموهبين أو الفائقين ) (سمهم ما شئت ) واللذين يُقدر عددهم بحوالي 5% من إجمالي عدد الطلاب في كل مرحلة من مراحل التعليم .. ولذا يكون من الضروري إخضاع جميع الطلاب لأختبارات الذكاء المقننة ؛ للكشف عن أصحاب هذه القدرات العقلية الاستثنائية على مستوى المجتمع كله .. وجمعهم في مدينة تعليمية تُنشأ لهم وفق معايير الاعتتماد العالمية في التعليم والبحث العلمي .. مدينة تعليمية مدارسها وكلياتها تختلف عما نعايشه حاليا ، بحيث يتم توجيه الجزء الأكبر من ميزانية التعليم والبحث العلمي لرعاية هذه الكنوز البشرية ، وبحيث يكون التدريس فيها للمعلمين و أساتذة الجامعات أصحاب القدرات العقلية الاستثنائية كذلك .. ويكون لهؤلاء الطلاب حق اختيار مجال الدراسة الذي يتوافق وموهبتهم سواء في مجال العلوم الطبيعية أو مجال العلوم الإنسانية .. فهم بمثابة الطائر الذي سوف يحمل المجتمع كله ويحلق به عاليا في آفاق التقدم والإبداع .. أما باقي أبنائنا الطلاب العاديون ( 95 % من الطلاب ) .. فيستمرون ( بموجب الحق في التعليم ) في المدارس العادية الحالية ..يدرسون من خلال التابلت كما يريد الوزير أو من خلال الكتاب الورقي ( مش ح تفرق ) .. يدخلون على بنك المعرفة أو لا يدخلون ( برضه مش ح تفرق ) ..  ويلتحقون كما يشائون بكليات القمة كما التحق الآلاف من قبلهم ! .. ولكن يبقى أن الشريحة الأولى من الطلاب هم الثروة الحقيقية للمجتمع ..،  والتي يتم إهدارها سنويا من خلال ضعف التمويل وضياعه على الكثير من الطلاب العاديين واللذين لن نجني من ورائهم أكثر مما وصلنا إليه حاليا !! .. يتم ذلك كله مع التأكيد والحرص على القيم الأخلاقية وحقوق الإنسان كإطار عام للتربية والتعليم مع الجميع  سواء الفائقين أو العاديين .. والتأكيد كذلك أن الطريق مفتوح لتلك المدينة العلمية أمام من تظهر عليه مستقبلا علامات الموهبة والقدرة العقلية الفائقة بالنسبة للعاديين من الطلاب .

تعليقات